هل نحتاج إلى  
سرسري  و  سربوت
هل يحتاج عمال النظافة في جدة إلى .... ( سرسري وسربوت )  ؟
طبعا القصد هنا المعنى التاريخي (الظريف) لمعنى سرسري وسربوت , ,,
 فالسرسري : (هو مراقب الأسعار في الأسواق)  ,,,  السربوت : (هم مراقبوا مراقبي الأسعار) .
فلو قُدر لك المرور بشارع معين من شوارع جدة أكثر من مرة خلال ساعات قليلة تلاحظ أن بعض عمال النظافة يكاد يتنقل في حدود 100 متر طوال فترة عمله , وهذه التحركات نتيجة خبرة وممارسة لــ( التسول الخفي) , فعامل النظافة بعد ممارسته لعمله لعدة أيام يعرف أماكن توقف السيارات أو المكان المثالي لمرور (الكرماء) من المواطنين وتقديم بعض الريالات لهم , خاصة في ظل إتقان أمور (كسر الخاطر) من ملابس رثه ونظرات كسيرة , وعمامة ملوثة وعشوائية تتدلى على جميع الجهات بشكل عشوائي .
وهنا لا أقصد التهكم على مبدأ الصدقة , فهي سلوك أصيل ورائع يميز مجتمعنا الطيب , ولكن في هذه الحالة (ربما) يكون الأمر نوع  من التعاون على الإثم , فهذا السلوك الراقي المحبب لله ورسوله ينقلب لأثر سيء يعود على العامل والمجتمع , فالعامل هنا يستغل هذا السلوك الفطري النبيل ليقصر في أداء أمانته التي كُلف بها من قبل ولي الأمر , فيهمل في تنظيف الشارع والاكتفاء في التمحور في منطقة تسوله الخفي , والمواطن ساهم في هذه الظاهرة السلبية من حيث لا يدري ربما , فيكون معينا له في الإخلال بأداء أمانته , وكذلك ساهم في الإضرار ببقية سكان الحي أو الشارع في عدم قيام العامل بمهامه الموكلة له .
كلنا يعرف أن للصدقة مسارات كثيرة أفضل من هذا الأسلوب الذي ( قد ) يتسبب في إلحاق الأذى ببقية المواطنين وبالبيئة المحيطة , وحتى لو أحببنا التصدق على عمال النظافة نظرا لما نسمع عن سوء أحوالهم وخاصة من قِبل الشركات المشغلة , يمكن التصدق عليهم أثناء تجمعهم في أماكن توزيعهم أو بعيدا عن إشارات المرور , أو تجنب بعض الحالات الواضحة من ممارسة التسول الخفي , مثل الوقوف في شارع نظيف والاكتفاء بالنظر على السيارات العابرة , والمبالغة في إبداء سوء الحال .
وهنا نضع تساؤل لمسئولي الأمانة :
-         هل يوجد مراقبين لهؤلاء العمال بشكل دوري كل ساعة مثلا؟
-         لو وجد لماذا لا نرى أثر لهم في الميدان ؟
-         قد يكون للموضوع أبعاد (تنظيمية) , مثلا يقوم المراقب بترك العامل يمارس التسول الخفي مقابل (أتاوة) معينة مقابل السماح له بهذه الممارسة .
-         هنا نحتاج لمراقب على المراقب وربما مراقب على مراقب المراقب وربما .........

يعني بطريقة أخرى نحتاج لــ(  سرسري ) على العامل  ولــ ( سربوت ) على ألــ ( سرسري ) .

تبقى ملاحظ مهمة أرفعها ليس لأمانة جدة ولكن للمسؤولين في الأمارة :
هل يحق لأمانة جدة  ومتعهدي خدمات النظافة نشر العمال بهذه الصورة المأساوية من ( كآبة المنظر وسوء المنقلب ) وتصويرهم كمخلوقات خارج حدود اللياقة والإساءة للذوق العام من خلال ثيابهم الرثة وووو ( أدواتهم البدائية ) من سطل بلاستيك مشطوف ومقشة من العهد الطباشيري , ووجيه أقرب لساكني الكهوف ( ليس استهزاء بهم أو تحقيرا لهم , ولكن من الواضح أنهم يتعمدون ذلك لجلب أكبر قدر من الاستعطاف ) , فليس من المستحيل أن يصحو العامل ( في حالة وجود سرسري ) يراقبه ويراقب شكله العام قبل ممارسة عمله  وأن يكون في تلك الحال المأساوية !!!

اللهم كثر من (سرابيتنا وسرسريتنا ) لتقديم خدمات أفضل .

تعليقات

إرسال تعليق